شهدت المكسيك حرباً من أجل الإستقلال وذلك في عام 1863 دعماً للإمبراطور ماكسميليان الأول والذي كان مدعوماً من فرنسا ضد الثورة التي قامت ضده.
وكانت المكسيك قد بدأت إصلاحاً ديمقراطياً كان من ثمار هذا الإصلاح دستور عام 1857 ، لتشن فرنسا حركة مضادة من الأسر الحاكمة في فرنسا والنمسا ، لتبدأ الحرب بحجة إساءة المكسيك وحكومتها للرعايا الفرنسيين والانجليز والاسبان.
وبعد 4 أشهر من القتال ، سحبت بريطانيا واسبانيا قواتها وتركوا فرنسا وحيدة في الساحة ، ليبحث نابليون الثالث عن شريك يساعد في هذه الحرب ليلجأ إلى سعيد باشا خديوي مصر وذلك من أجل أن يرسل قوات مصرية للمشاركة معه.
لينجح نابليون في اقناع سعيد باشا ، ليقرر خديوي مصر إرسال الأورطة المصرية السودانية عبر الباخرة الفرنسية “لاسين” إلى ميناء طولون الفرنسي لينضموا لباقي القوات ، ليستقلوا سفينة أخرى إلى المكسيك ووصلوا في 23 فبراير عام 1863.
وفقدت الأورطة المصرية السودانية 7 من جنودها في هذه الحرب ، وواجهت الأورطة صعاب عديدة منها سوء الأجواء والأمراض المعدية والتي تسببت في وفاة قائدهم جبر الله محمد بسبب الحمى ، وقامت فرنسا بتعويض أسرة القائد بـ 5617 فرنكاً.
وفي 2 اكتوبر عام 1864 ، نصب الثوار المكسيكيين كميناً للأورطة المصرية السودانية الذين كانوا مكلفين بحراسة احد القطارات ، وقاموا بنزع قضبان السكك الحديدية بين الجبال واطلقوا النيران في كل مكان ، وأصيب القائد الفرنسي ومرافقه بلال حماد.
لينجح بخيت بدروم واتون سودان وحملا ليجين وبلال في إعادة تنظيم القوات ونجحوا في التصدي للثوار وابعادهم عن القطار الممتلئ بالرجال والنساء.
لتنتهى مهمة الأورطة في المكسيك ليعودوا إلى الديار وكان في استقبالهم الخديوي اسماعيل في قصر رأس التين يوم 28 مايو 1867 ، وأصدر الخديوي قراراً بترقيتهم للخدمات الكبيرة التي قدموها.