الشيخ سلامة حجازي الذي ملآ الدنيا طرباً كانت نهايته مأساوية ومحزنة للغاية.
حيث نشرت مجلة “أخر ساعة” قصة صديق سلامة حجازي الذي ساهم في خروج جنازته بعد أن باع أساور والدته لكي يدفع ثمن هذه الجنازة.
وقالت بأن في أخر أيام الشيخ كان يعيش في غرفة ببنسيون مدام ماركو بشارع السلطان حسين بمصر الجديدة وذلك بعد أن توفت زوجته وإبنته وهرب نجله إلى الخارج مع فتاة يهودية.
وفي نهاية عام 1917 ، حاول أن ينهض الشيخ سلامة من سريره مثل كل صباح ولكنه لم يستطع ، فجاء إليه في الثامنة صباحاً أعز الناس إليه وهو الدكتور محمد فاضل الذي كان في العشرينات من عمره.
وكان يعتبره الشيخ إبنه الذي لم يلده ، فعندما وجده أمامه إبتسم ثم بكى وقال له : “كنت أنتظرك ، وكنت اريد رؤيتك قبل أن أغلق عيني ، فأنت أخلص الناس الذي قابلتهم”.
وفاته
توفى الشيخ سلامة بعد أن طلب من الطبيب فاضل أن يستمع لإسطوانة مسجل عليها قصيدة لشاعر القطرين خليل مطران ، وكان الشيخ غناها بصوته.
ليسرع الطبيب فاضل إلى منيرة المهدية وتركه في غرفته وحده ، وأخبر الفنانين أن الشيخ سلامة قد مات ولكن لم يحضر أحد.
وفي أثناء غيابه حضرت صاحبة البنسيون وقامت بسرقة ساعة الشيخ الذهبية و20 جنيه من الذهب كان يحتفظ بهم وقت الحاجة.
وحاول الطبيب أن يتصرف ، ليذهب إلى بيته في بركة الفيل ويسرق أساور أمه الذهبية من الدولاب وقام ببيعها بـ 83 جنيهاً من أجل تحضير جنازة الشيخ ، وقام بإستئجار 10 رجال من أجل حمل النعش من مصر الجديدة لمحطة كوبري الليمون ثم إلى مقابر السيدة نفيسة.
وبعد سنوات قام الطبيب بشراء مقبرة له بمساحة 200 متر من الجرانيت ونقل جثمان الشيخ إليها.
وكان الشيخ سلامة حجازي قد ولد في عام 1852 بحي رأس التين بالإسكندرية وتلقي مبادئ القراءة في الكتاب، وبدأ حياته مقرئًا للقرآن الكريم وتعلم أصول فن الإنشاد وأوزان النغم والأداء.