نشرت مجلة “العزيمة” في عدد نادر لها قصة لـ “عربجي” الخديوي سعيد باشا السابق والذي تزوج 15 إمرأة في 150 عاماً في إشارة إلى عدد الوظائف التي شغلها فترة حياته.
وقالت المجلة بان الشيخ محمد كريم هو أحد المعمرين الذين كانوا يتمتعوا بصحة يحسده عليها أغلب الشبان في ذلك الوقت.
حيث نزح هذا الشيخ إلى القاهرة في عام 1810 من بلدته “برودين” وكان شاباً فتياً في الحادية والعشرين من عمره ، وتواجد في العاصمة سعياً وراء الكسب.
وبدأ العمل في العاصمة في خدمة أحد معالي عربات الحنطور ثم قفز إلى كرسي القيادة وهكذا أصبح عربجياً يشار إليه بالبنان على مدى 5 سنوات لقاء أجر شهري قدره 3 جنيه.
ليترك هذه الوظيفة بعد أن مل منها ليتجه إلى غيرها مع قصاب يدعى “عساف الزيات” وقضى معه 10 سنوات حتى ذهب لرجل أخر يذبح الخنازير وهو “جزار” ، ليمل أيضاً ويرجع إلى مهنته الأولى “عربجي”.
وهذه المرة ليست ككل مرة فذهب للعمل لخدمة الخديوي سعيد باشا فكان السائق الخصوصي لسموه ، ثم خدمة أسرة ذي الفقار باشا وقضى سنوات عربجياً محبوباً ممن يعمل في خدمته.
ادخر مبلغاً قدره 200 جنيه وهو مبلغ لا بأس به في هذه الأيام ، وتعرف بعد ذلك على المرحوم قاسم باشا ليعمل عنده بواباً على دائرته وظل في هذه الوظيفة حتى حدث خلاف بينه وبين ناظر الدائرة ليترك العمل ويذهب لمخبز أفرنكي وعمل لمدة 15 سنة ، وذهب بعدها في تجارة المواشي ولكن كان له شريك خان عهد الشركة واستطاع ان يدلس عليه ليذهب رأس ماله.
ليعود من جديد لعمله الأول ليدخر مالاً جديداً ويدخل في تجارة المواشي بعيداً عن أي شريك وابتسم له الحظ وحقق ربح في تجارته قدره 4000 جنيه.
وبعد أن جمع مالاً لا بأس به وأخفاها في مكان مهجور ، علم الشيخ والد زوجته بهذا المكان ليقوم بسرقته ويهرب ، ولكن الله كان سريع الحساب وبعد شهران فقط “هف” القطار هذا الرجل مثلما “هف” المال.
ليعود مرة أخرى الشيخ محمد كريم لعمل “العربجي” بعد أن علم أن سراي المغفور له السلطان حسين في حاجة إلى شخص ، ليهجر بعدها العمل ويدخل في السلطة وزار بلاداً لم يكن يحلم ويفكر في زيارتها يوماً ما.
وفي عام 1918 ، قرر أن يستريح الشيخ كريم من العمل المرهق ، ليشتغل بواباً في منزل ذي خمس طبقات يقوم بخدمة سكانه على أكمل وجه.